كشفت تحقيقات الجهات الأمنية عن تورط خمس طالبات في المرحلة المتوسطة في حريق مدارس براعم الوطن في حي الصفا شمالي جدة السبت الماضي.
واعترفت الطالبات أنهن أحرقن بشكل عبثي مجموعة من أوراق الصحف في قبو المدرسة بغية إشعال جرس إنذار الحريق للمدرسة، ولكن النيران انتشرت بسرعة كبيرة وانتقلت إلى أجزاء أخرى في القبو وخرج الأمر عن سيطرتهن مما تسبب في ذعرهن، فقررن الهرب دون إبلاغ أي أحد من إدارة المدرسة، وأدى هذا التصرف أخيرا إلى اشتعال الحريق في كل مبنى المدرسة.
وأكد الدفاع المدني أن عدد الطالبات اللاتي شاركن في الحريق خمس، منهن أربع طالبات تمت مصادقة اعترافاتهن شرعا.
وبين مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي في مؤتمر صحافي البارحة، أن اللجنة المشكلة برئاسة المديرية، وعضوية كل من شرطة جدة، والمباحث العامة، وإدارة التربية والتعليم، توصلت إلى أن خمس طالبات أشعلن النيران دون قصد في قبو المدرسة بهدف إطلاق جرس إنذار الحريق.
وقال العميد عبد الله الجداوي إن نيران الأوراق كانت كفيلة باشتعال القبو، واتساع رقعة الحريق في كافة أنحاء المدرسة، مشيرا إلى أنه تم تصديق اعترافات الطالبات شرعا، بحضور أعضاء اللجنة، ومنسوبات المدرسة، وأولياء أمور الطالبات المتورطات في الحادثة.
وأفاد مدير الدفاع المدني في جدة بأن اللجنة باشرت أعمالها في مقر المدرسة فور صدور توجيه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، مضيفا «وتم التحقيق مع كافة الأطراف، وجمعت المعلومات اللازمة بغية الوصول للسبب الحقيقي للحادث الذي كانت كل دلائله وحيثياته تشير إلى أن وقت وقوعه قد سبق إبلاغ الدفاع المدني عنه بفترة زمنية غير قصيرة، وذلك استنادا إلى شدة اللفحات الحرارية الصادرة عنه وكثافة الترسبات الكربونية المتكونة على كافة أجزاء المبنى من الداخل».
وأشار العميد عبد الله الجداوي إلى أن اللجنة ما زالت في حالة انعقاد لاستكمال إجراءات التحقيق للرفع بالنتائج النهائية إلى الجهات المسؤولة.
يشار إلى أن التحقيقات الفنية والجنائية لمحققي الأمن العام كانت تشير إلى نشوب الحريق بسبب تماس كهربائي، بعد أن تم استبعاد الشبهات الجنائية في يومها الأول لعدم كشف أية شبهات وعدم العثور على أعقاب سجائر أو مواد بترولية.
وسار رجال الأمن خلف هذه الفرضيات، بيد أن مجريات التحقيق وفي يومها الأخير (أمس) تكشفت بعد نجاح رجال التحقيقات في إدارة الدفاع المدني في حصر الأقوال ومطابقتها، ليتم التوصل للسبب الحقيقي بعد أن لاحظوا تضاربا في أقوال بعض الطالبات.