تعلمت
تعلمت أن جرحي لايؤلم أحداً غيري
وأن بكاء الناس من حولي لن يفيدني بشيء
وأن أجمل ابتسامة هي التي ترتسم على شفتي في عزّ ألمي
وأن أصدق الدموع هي التي تنزل بصمت دون أن يراها أحد
وتعلمت أن أفرح مع الناس وأن أحزن وحدي
وأن دواء جراحي الوحيد هو رضائي بقدري
وأن أعظم نجاح أن أنجح في التوفيق بين رغباتي ورغبات من حولي
وتعلمت أن من راقب الناس كرهوه
وأن من حاسبهم على آرائهم انقطع الحبل بينه وبينهم
وأنه لو أعطي الإنسان كل ما يتمنى لأكل بعضنا بعضاً
وتعلمت أنني إذا أردت الراحة في الحياة يجب أن أعتني بصحتي
وإذا أردت السعادة يجب أن أعتني بأخلاقي وشكلي
وإذا أردت الخلود يجب أن أعتني بعقلي
وإذا أردت كل ذلك يجب أن أعتني بديني
وتعلمت ألا أحتقر أحداً
وتعلمت أن لكل إنسان عيب، وأن أخف العيوب ما لا يكون له أثر سيء على من حولنا
وأن البيئة التي نشأنا فيها كوّنت شخصياتنا لكن أفكارنا وطموحنا تعيد صناعة شخصياتنا وتغير من شكل حياتنا
وتعلمت أن الكثير منا كالأطفال: نكره الحق لمرارته ولا نفكر في حلاوة شفائه، ونحب الباطل لأننا نستلذ بطعمه ولا نبالي بسمّه
وتعلمت أن جمال النفس يسعدنا ويسعد من حولنا، وجمال الشكل يسعد من حولنا فقط
وأن من علامة حسن الأخلاق أن تكون في بيتك أحسن الناس
وتعلمت أنه ربما كان الضحك دواء والمرح شفاء واللامبالاة منجاة
وتعلمت أني حين أضيع نفسي أجدها في مناجاة الله
وحين أفقد غايتي ألجأ الى كتاب الله
وتعلمت أن أسوأ أنواع الابتلاء مخالطة غليظ الفهم، بليد الذوق، ومع ذلك يرى نفسه أفضل الخلق
وتعلمت أن العاجز هو من يشكو أمره للناس
وأن الحازم من يسرع للعمل
وأن المستقيم لا تتغير مبادؤه بتغير الظروف
وأن المتواضع لا يزهو بنفسه حتى في مواقف النصر
وتعلمت أننا لو توكلنا على الله حق التوكل لما قلقنا على المستقبل
ولو كنا واثقين من رحمته لما يئسنا من الفرج
ولو كنا موقنين بحكمته لما تبرّمنا بقضائه وقدره
ولو كنا مطمئنين إلى عدالته لما شككنا في نهاية الظالمين
وتعلمت أن الحياة مدرسة تربوية لو أحسن المهموم الاستفادة من همه لكان نعمة لا نقمة